في ليلة وردية
ارتمت فتاة تدعى” أنثى“
في حضن الواقع الذي أسمته” حلم وردي“
كل يوم تنظر إلى المرآة
تتفحص معالم وجهها
وفي مُقلتها حياء الأنثى
تبتسم لنفسها وهي تحرك بيديها خُصيلات شعرها
وتخالجها أفكار لذلك الفارس المغوار
الذي سيقتادها نحو حلمها الوردي
وتدور الأيام
ليأتي على ” حصان أبيض”
تشك أنه رأته في أحلامها
لتوقع حياة جديدة
وحلم وردي لطالما كانت تنتظره
ويتم العقد
ويأتي يوم أسمته” فرحتها“
لتعتقل في بيت الزوجية
كانت تعتقد أن الحلم ما زال وردي بنظرها
إلا أن الواقع كان عكس ذلك
فذلك الفارس البطل
أصبح كجحيم بالنسبة لها
فالمشاعر أصبحت باهته
كما الورد حين يذبل
والوعود لم تعد كما كانت
فالصدمة في نفسها
جعلتها مهشمه
ترتمي على سريرها الأبيض كنقاء قلبها
وتخالجها دمعه أخفتها خشية أن يراها” وحشها“
فيفترسها بعصا ” الطاعة“
زفرات بداخلها أبت إلا أن تظهر
ليهتز ذلك الجسد الضعيف
الشاحب اللون
سألوها يوماً فبكت قائلة: يضربني بدون سبب
لم تجتهد في البحث عن الأسباب
إلا أن الأيام كانت كفيلة لأن تثبت لها الواقع
الذي اختبئ طيلة الأيام الماضية
ذات مرة سمعته يحدثها
يبكي لأنه لم يعد يستطيع أن يتزوجها
وينعتها بالمريضة
تلك التي سلبته منها
فأهله لا يعلمون ما في قلبه
فأصر أن يوافق إرضاءً لهم
كلعبة أسماها” الترضية“
عاهد نفسه أن لا يبادلها أيه مشاعر
وقرر أن ينهي لعبته بضربها علّها
تتركه لبيت أهلها
وينحل عقدها
وحين يسأله أهله
يجيب لم تكن سوى مريضة
طريحة الفراش
تبكي لأدنى سبب!!
صعقت مما سمعته
فاحتبستها دمعه
وهناك اختبأت في ” دورة المياة“
لتفرغ شحناتها
لم تشأ أن يسمعها خشية أن يبرحها ضرباً
صبرت ولكن صبرها له حدود
ذات يوم عاد من عمله
لينهرها ضرباً
فوجبته المعتادة
كأس عصير وأرز
قد تأخرت في الإعداد
كانت تحمل في قلبها بضعه كلمات
قررت حينها
فالمجال مفتوح أمامها
صرخت في وجهه اتركني فلستُ لُعبه بين يديك
تقلبها حيث تشاء
اتركني ولتٌنهي ما بدأته
فلست ممن يجهل فعلتك
تعالت الأصوات بينهما
صرخ هو
نعم أنتِ مريضة
قالت: أذهب لها
صفعها
لم تبكي فتلك الصفعة زادتها قوة
نهضت بجسدها متثاقلة
وقالت: طلقني
نطقها بدون تردد
وهو يبتسم فحلمه تحقق
استعجلها في تجهيز أغراضها
وودعها عند عتبه منزلها دون أن ينتظر لأحد أن يدخلها بيت الأمان
هناك
ذهب لها وكانت الوعود بزواج وحياة هو بطلها
وهي
صعدت في غرفتها
أقفلت الباب
بكت فهناك بكاء يختبئ بداخلها
واستغرقت في نوم عميق
منذ زمن لم تهنأ به
ومات ” حلمها الوردي“
همسه:
لا تقتل الأحلام سوى من قلوب مريضة
أغرتها الدنيا عن زيف الواقع
فباتت تجرح وتقسو
وهناك من يتأذى
” رفقاً أيتها القلوب“
فنحن ” قوارير هشة“
لم أشأ أن أكتب حرفي ذاك
ولكن حين أسمع قصص تبتلعها “ قلوب ” من حولي
ابتأس فلا أتجرأ إلا أن أكتب
لأني جزء من كل
ولأني من ” نون النسوة”
سأكتب لهم
ولا عتب على “ الذكور“
فالكلام أعلاه ليس للكل بل لمن خصهم الله بذلك الابتلاء
من مآثر عطرهم